نداء للمنظمة الكشفية العالمية بوقف عضوية كشافة إسرائيل؟

هناك: حيث غبار الليل الدامس، حيث دمار القصف العابث . . آلاف الجرحى. . تندب ثكلى. . يضرع شيخ. . ويضيع صراخ الطفل بين دوى القصف الوحشى. . يتحطم كل أمان العالم في حمام دموى. . يتكسر كل سلام العالم تحت أقدام طفل عربي يبكى. . لم تبق إلا فلسطين. . إسم جرح وأنين. . وعذابات تنشد فينا نخوة صلاح الدين.

لم أنس قط مذ كنت صبيا – منديلى الكشفي الأزرق، علمني قائدى أن أعقد طرفه ليلا حتى أصبح في يومي التالى أذكره فأتصدق، أو أفعل خيرا في بيتى. . لأمى. . للحى القاطن فيه. . للناس. . للوطن؛ فنمت فينا بذور الخير صغارا، وأدركنا من يومها معنى العروبة والوطن.

قرأت كيف وأن شباب الكشف بعد الحرب العالمية الأولى والثانية قاموا بدور بارز في مساعدة الجرحى وإغاثة المنكوبين، ورفع الأنقاض وإعادة بناء المدن.
قرأت كيف وأن شباب الكشف قاموا بإغاثة منكوبي الزلازل والأعاصير والبراكين في العديد من الأماكن والأزمنة، وكنت دوما أعود وأتذكر قول قائدى، لا تحل عقدة المنديل قبل أن تفعل خيرا. . . .

ويبقى سؤال إذا كان هذا هو ما قدمته الكشفية وتقدمه وتربي الفتية والشباب عليه، فأين منا ما يحدث الآن في فلسطين؟ أليس جدير بالكشافة العالمية والعربية أن يوجهوا نداءا واحدا وحملة واحدة لإغاثة المنكوبين وتضميد الجرحى وإقامة معسكرات إيواء للذين فقدوا منازلهم وديارهم؟ أليس جدير بنا أن ننظم حملة تبرع بالدم في بلداننا لصالح جرحى حرب الإبادة التي يواجهها إخواننا هناك؟ أليس جدير بنا أن نجمع من ملابسنا التي تزيد عن حاجتنا لصالح هؤلاء الذي فقدوا كل شئ إلا العراء؟ ورغم ذلك ليس آمن؟ أليس جدير بنا أن نجمع الأموال تحت شعار (لأجلك سنعيد بناء فلسطين)؛ حتى نعيد البسمة لهذا الثغر الدامي؟.

إذا لم يكن حرى بنا أن نفعل ذلك فلماذا نردد في وعدنا (وأن أساعد الناس في جميع الظروف؟، ولماذا نردد في قانوننا ( أن الكشاف صديق)، و (أن الكشاف نافع)، و (أن الكشاف شجاع)، و (أن الكشاف مخلص)؟، ولماذا ظللنا طيلة عمرنا في الحركة الكشفية نتعلم فنون الكشفية، وهوايات الإنقاذ والإسعاف والتمريض والإطفائى.. ؟ أكل هذا لمجرد أن نتباهى بما تعلمناه لأنفسنا؟؛ أم ليأتي اليوم الذي يعود أثر ونفع ما تعلمناه على غيرنا؟ وقد أتى اليوم .

إن ما أقوله هو حث على واجب من صميم وروح حركتنا، بل من واجبنا أيضا أن ندعوا كشافى العالم للمشاركة معنا ولمشاركة كشافى فلسطين في هذا الواجب الإنساني. كما يمكن أيضا أن نتعاون مع منظمات وهيئات أخرى مثل الهلال والصليب الأحمر واليونيسيف والصحة العالمية ووكالة غوث للاجئين. حتى يشعر إخواننا في حركة الكشافة في فلسطين أنا معهم، وليبارك الله كل يد تمسح دمعة طفل.

كيف يقام احتفال يوم أمس بالتحديد في المنظمة الكشفية العربية بمناسبة مرور تسعين عاما على نشأة الحركة الكشفية العربية انطلاقا من لبنان وسوريا وفلسطين عام 1912م ، ونتباهى بذلك ، ونحن نقف عاجزين مكتوفي الأيدي أمام ما يجري من أحداث؟

أين شعارات المنظمة الكشفية العالمية أنها حركة إخاء وسلام عالمي إذا لم يتحرك للكشافة العالمية جفن ، أو تتخذ موقفا ولو بمد يد المساعدة من أي نوع تجاه ما يحدث لأطفال وكشافة فلسطين.

إنني أطالب بصوت عال وأناشد كل الجمعيات الكشفية العربية أن تتضامن رافعة نداءها للمنظمة الكشفية العالمية تطالب بوقف عضوية إسرائيل في المنظمة الكشفية العالمية، وأن يتخذ جميع العرب موقفا صارما وحاسما من ذلك وخاصة أن المؤتمر الكشفي العالمي السابع والثلاثين سيعقد خلال شهر يوليو القادم 2002 م في اليونان ، فليقاطع العرب المؤتمر العالمي ما دامت فيه أسرائيل مشاركة ولم يتخذ موقف بشأن وقف عضويتها حتى حينه.

إخواني الكشافة العرب . . هذا ندائي . . هذا نداء القدس . . هذا نداء الواجب . . فهل من مجيب؟
شاركه على جوجل بلس

الكاتب youssef

: من , ، ,ب ال

    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق