كن مستعداً.. أساس لوضع المناهج الكشفية

سألت أستاذنا الكبير عزيز بكير ذات يوم: ماذا تعني عبارة (كن مستعداً) بالنسبة لك؟ فقال: الحقيقة أن هذه المقولة قبل أن تكون شعاراً لمرحلة من المراحل الكشفية: فإنها تمثل اتجاهاً سلوكياً للحركة الكشفية تسعي إلى غرسه في المنتمين إليها وتعويدهم على تطبيقه وممارسته. وأذكر فيما مضي أنني زرت فرقة كشفية، فوجدت القائد يلقن كشافية كلمة (كن مستعداً) من خلال
محاضرة، فقمت بتوجيه القائد بأن ذلك غير جائز. أتعرف لماذا؟ أان (كن مستعداً) لا تلقن من خلال محاضرة بل يجب أن تمارس، فأنا أعتبر أن شعار (كن مستعدا) هو أساس لوضع المناهج الكشفية.
فلو نظرنا إلى مجتمعاتنا العربية لوجدناها تتطور تطوراً سريعاً خلال الحقبة الأخيرة لذا وجب علينا أن تكون مناهجنا الكشفية ملبية لاحتياجات هذا المجتمع ومعبرة عن واقعة، وهذا هو الشئ الذي يجب أن نكون مستعدين له.
ففي بيئة شاطئية يحتاج كشافوها لتعلم فنون السباحة والغطس، وإنقاذ الغرقي، ليكونوا مستعدين للقيام بتلك المهام إذا دعت الضرورة لذلك.
وفي بيئة صحراوية جدباء تجتاحها دوامات الأتربة والرمال، فإن كشافيها في حاجة إلى دراسة أنواع الأشجار الملائمة لتلك البيئة وسبل العناية بهاء ليكونوا مستعدين للقيام بحملات التشجير والزراعة لتحسين بيئتهم وتنقيتها من عوامل التلوث، وهذا ما ينطبق على سائر البيئات، لا بد من اختيار ما يناسبها من الأنشطة.
وفي عالم اليوم الذي أصبح قرية صغيرة وأصبح الوصول إلى المعلومة أو الخبرة أيسر من سعي الإنسان للحصول على شربة ماء؛ نجد أن الكشاف في حاجة لأن يكون مستعداً لاستقبال تلك المتغيرات والتطورات التكنولوجية والمعلوماتية.
فعبارة (كن مستعداً) رغم بساطتها إلا أنه لا يمكن لنا أن نمارسها إلا من خلال برامج وأنشطة تعبر عنها وتحققها، ومهمتها أن تعد أبناء الكشفية وتدربهم ليكونوا مستعدين لمواجهة أي موقف من المواقف.
شاركه على جوجل بلس

الكاتب youssef

: من , ، ,ب ال

    Blogger Comment
    Facebook Comment

1 التعليقات: