الكشفية والملاءمة بين التنظير والتطبيق

  لا يستطيع أحد أن ينكر مدى ما وصلت إليه الحركة الكشفية في وطننا العربي، من مواكبة لأحدث الأساليب التكنولوجية والتربوية سعيا لإشباع احتياجات أبنائها من الفتية والقادة .. وفي خضم هذه التغيرات والتحديث أمعنت المنظمة الكشفية العالمية ومكاتبها الإقليمية والجمعيات الكشفية العربية وغيرهم، وكبار القادة، في عملية وضع الخطط والبرامج وسعوا إلى تطويرها ولكن الصبغة الغالبة على هذه
الجهود هو ميلها إلى عمليات التنظير لأبعاد جديدة لحركتنا المجيدة وهذا ما أشعر الكثير من القادة في الميد ان الكشفي (الممارسين للحركة) أن الأمور أصبحت معقدة بالنسبة لهم وأنهم في كثير من الأحيان لايستوعبون هذا التحديث، مما حدا بالطرف الأول إلى السعى لعقد الندوات والدراسات والكثير من اللقاءات في محاولة للشرح والتبسيط .. والقادة بين هذا وذاك بين تائه وساع ليلحق مافاته وبين ذاهل غير مستوعب لما يحدث وبين متحفظ متمسك بما لديه من معلومات ومهارات قديمة.

• وأود أن أشير إلى حقيقة يجب أن نعيها جيدا ونقنع بها هي أن الكشفية في حد ذاتها هي (روح) كما عر فها أستاذنا (عزيز بكير) رحمه الله.. وأعنى بذلك أن تكون جميع محاولات التحديث التي تتم مؤدية إلى تحقيق هذه الشفافية والوعى والإدراك والتفهم والتعايش لدى الفتية في جميع مراحلهم السنية وإلى القادة باختلاف مستوياتهم القيادية من خلال ممارسات فعلية وتجارب عملية تعبر بصدق عن عمليات التطوير المتلاحقة في المناهج والبرامج..
• والحقيقة الثانية .. هي أن الكشفية يمكنها ان تستوعب عمليات التحديث والتطوير وإلا لما استمرت.
• والحقيقة الثالثة.. أننا في حاجة إلى تعميق التطبيق مع الفتية ومحاولة الاستفادة من عمليات التنمية القيادية التي أفاد منها قادتهم حتى ينعكس ذلك على طبيعة معاملاتهم في الفتية.. فإن أساليب التربية التي مارسها معنا قادتنا في الماضي وحرصوا عليها يجب الا نعجز نحن عن تطبيقها الآن مع كشافينا.
• كلمة أخيرة: أهمس بها في أذن القادة المسئولين عن عمليات التطوير والتحديث هو: تبسيط ما نطلق عليه الآن (علوم الكشفية) حتى يستوعب القادة كل ما يقدم لهم، وأقترح تضمين الدراسات والندوات نماذج عملية تطبيقية لما ترغبون شرحه وافهامه على أن يمارس القادة بأنفسهم تلك التجارب حتى يمكنهم أن يطبقوها بعد عودتهم مع أبنائهم الكشافين.. وكلمة أهمس بها إلى القائد الواعى المثقف المدرك لعلوم مختلفة .. فان نجاحك في مهمتك القيادية الآن مرهون بمحاولتك نقل تجارب التنظير غير متخوفين أو راهبين أو مقصرين .. ولن نخسر شيئا .. فالنجرب .. وهل كانت الكشفية في بدايتها إلا تجربة كتب لها الانتشار..
شاركه على جوجل بلس

الكاتب youssef

: من , ، ,ب ال

    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق