سباق التكنولوجيا ومسئولية القادة

العالم كرة تتدحرج نحو هوة سحيقة، وكلما دنت من القاع تزايدت سرعتها، وفي الحقيقة هذا هو حال حركة التطوير التي يسعى الإنسان دائما وراءها منذ العصر الحجري إلى اكتشاف للنار، ثم اكتشافه للزراعة، ثم اكتشافه للكتابة واللغة، ثم اكتشافه للعديد من الحقائق العلمية، ثم اكتشافه للوقود، ثم اكتشافه للحركة البخارية،
ثم اكتشافه للكهرباء، ثم اكتشافه للطاقة الذرية، ثم اختراعه للحاسبات الآلية، ثم اكتشافه للفضاء، ثم اختراقه كل الحواجز والقوى الطبيعية وإعلانه ثورة الاتصالات.

ومن الملاحظ في حركة التطور تلك أنها آخذه في التسارع، فما اكتشفه الإنسان خلال النصف الأخير من هذا القرن يعادل أضعاف أضعاف ما اكتشفته قريحة البشرية منذ بداية خلق الإنسان، ولا زالت الأرقام تشير إلى تسارع رهيب ستشهده الثورة المعلوماتية خلال هذا القرن بل السنوات القريبة القادمة.

الأمر برمته يفوق الخيال، لكنه حقيقة واقعة، مما يتطلب من الشباب العربي جهودا مضاعفة خلال السنوات القليلة القادمة من أجل إيجاد فرصة للتقارب من تلك الكرة المعلوماتية المتدحرجة المتسارعة، وإذا وضعنا في الاعتبار الحقائق التالية – التي أوردها في إحدى محاضراته الأستاذ الدكتور/ صلاح الدين دسوقي رئيس المركز العربي للإدارة والتنمية – فلربما شعرنا حقيقة بالمشكلة والتحدي القادم:
 يقدرناتج صناعة المعلومات في عام 2000 بـ 1000 بليون دولار لتكون أول صناعة في تاريخ العالم تحقق رقم التريليون.
 يسعى مطوروا نظم السوبر كمبيوتر حالياً للوصول إلى سرعة تريليون (مليون مليون) عملية حسابية في الثانية الواحدة وهو ما يوازي 50 إلى 100 مرة الرقم القياسي لسرعته الآن.
 لا تتعدي نسبة إستغلالنا لشبكات القمر الصناعي العربي (عربسات-2) سوى نسبة 2.8%.
 تضاعف في العشر سنوات الأخيرة عدد الجياع والفقراء في العالم حتى وصل إلى 1,8 مليار نسمة.
 يمكن حالياً تخزين النصوص الكاملة لألف كتاب بحجم القرآن الكريم على قرص ضوئي (سي دى CD-ROM) واحد تبلغ زنته 15 جراماً ولا يتجاوز قطره 12 سم تقريباً.
 يجرى حالياً تصميم شبكات لنقل البيانات بمعدل 4 جيجا بايت يمكنها حسابياً نقل مضمون ما يوازي 500 كتاب في الثانية الواحدة.
 تترجم مصر، أكثر الدول العربية سكاناً، مائة كتاب في العام مقابل 25 ألف كتاب يترجمها اليونانيون، و 18 ألف كتاب يترجمها الأتراك، وتترجم مصر كتاباً واحداً مقابل ألف وسبعمائة كتاب يترجمها اليابانيون.

ألستم معي في أن تلك الأرقام والإحصائيات تتطلب من شبابنا أن يضاعف من قدرته مائة مرة على الأقل؛ لتحصيل واكتساب المعرفة، وتحقيق التواصل الثقافي والعلمي مع الآخرين من أجل اللحاق بهذا السباق المعرفي.

ولعل ذلك واحد من التحديات المستقبلية التي تواجهه الحركة الكشفية والتي تتطلب من المخططين لبرامج الفتية وتدريب القيادات إعداد العدة لتحقيق التوازن في هذه المعادلة بين التطور العلمي واحتياجات القادة واحتياجات المجتمع وعناصر الأصالة الكشفية.

والمسؤولية الملقاة على عاتق قادة الفتية اليوم وغدا أكبر بكثير من مسؤولية القادة في أى مرحلة سابقة، لأنه ببساطة شديدة لن يستطيع قائد الغد أن يقف أمام كشافين أكثر منه خبرة ومعرفة وتجربة وتواصلا!!!

القائد هشام عبد السلام موسى
شاركه على جوجل بلس

الكاتب youssef

: من , ، ,ب ال

    تعليقات الموقع
    تعليقات الفيس بوك

0 التعليقات:

إرسال تعليق